المدن العشر (الديكابولس):
جاءت التسمية من الكلمة اليونانية (DECAPOLIS) بمعنى المدن العشر، وهي منطقة في
شمال الأردن، وجنوب سوريا ازدهرت فيها عشرة مدن رومانية على الأقل مع ما يحيط بها
من مناطق في القرون الأولى للسيطرة الرومانية على المنطقة.
بدأ هذا الحلف بقدوم القائد الروماني بومبي إلى المنطقة
واحتلالها، وضمها في ولاية سوريا، وانتهى الحلف على يد الإمبراطور تراجان بعد ضم
دولة الأنباط عام 106 م
وتشكيل الولاية العربية، ووزعت مدن الديكابولس بين ولاية سوريا والولاية العربية.
لا يوجد تحديد دقيق لحلف الديكابولس، فربما أنه كان
اتحاداً شكليا ً، أو تحالفاً سياسياً بين مجموعة من دويلات المدن الرومانية (
اليونانية سابقاً )، تشترك في الأعمال العسكرية، والتجارية، والثقافية. ومن
المحتمل أن الديكابولس مجرد تحديد جغرافي للمنطقة التي تحتوي على هذه المدن العشرة،
في الجانب الشرقي من ولاية سوريا الرومانية، ولا تشكل فيما بينها وحدة إدارية أو
سياسية، ولكنها جمعت مع بعضها بسبب اللغة، والموقع، والثقافة، والوضع السياسي.
ومدن الديكابولس هي مركز للثقافة اليونانية والرومانية
وسط المحيط السامي (النبطي، والآرامي، واليهودي)، وموقع هذه المدن هو شمال غرب
الأردن، وشمال شرق فلسطين، وجنوب سوريا (عدا مدينة دمشق الأبعد شمالاً)، وكل مدينة
كانت تتمتع بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي.
ورد أقدم ذكر لمصطلح الديكابولس في العهد الجديد مرتين،
وفي كلتا المرتين كان المصطلح يشير إلى منطقة جغرافية، كما ورد المصطلح في كتابات
جوزيفوس من القرن الأول الميلادي .
وأورد الكاتب الروماني بلني الكبير (القرن
الأول الميلادي) أسماء هذه المدن وهي:
جــرشGerasa - عمـــان Philadelphia
بيسانSkythopolis - ديـون Dion
هبوسHippos (Sussita)
-
قنوات Canatha
أم قيس Gadara - رفنـا Raphna
طبقة فحـل Pella - دمشق
Damascus
وبالنسبة لمصادر أخرى مثل بطليموس فكانت تصل في عددها
إلى 18 مدينة يونانية / رومانية، وعلى سبيل المثال كانت
مدينة Abila
دائماً ما توضع مع مجموعة مدن الديكابولس.
وقد تم تحديد هذه المدن من قبل الباحثين والأعمال الأثرية كالآتي :
- جــرشGerasa
- بيسان Skythopolis
- تل الحصنHippos (Sussita)
- أم قيس Gadara
- طبقة فحـل Pella
- عمـــان Philadelphia
- تل الأشعري(جنوب سوريا)Dion
- قنوات Canatha
- تل شهاب (جنوب سوريا)Raphn
- دمشق Damascus
جميع هذه المدن أعيد تأسيسها في العصر الهلنستي، وبعضها
أسس تحت الحكم البطلمي، وبعضها الآخر أسسه السلوقيون، وقد جاء تأسيس هذه المدن
لوجود تعارض ثقافي بين اليونانيين والساميين في المنطقة، ولذلك كانت هذه المدن
بمثابة مراكز للثقافة اليونانية. وعندما جاء بومبي إلى الشرق أعاد تأسيس هذه المدن
(حلف الديكابولس)، وأصبح التاريخ البومبيائي هو تاريخ هذه المدن وهذا الحلف (64
ق.م).
أرادت الدولة الرومانية نشر
ثقافتها في المناطق الشرقية من الإمبراطورية ولذلك شجعت تطور هذه المدن، وسمحت لها
بعضاً من الاستقلال الذاتي ضمن الإمبراطورية الرومانية، وكل مدينة أصبحت بمثابة
دولة مدنية، ولها صلاحيات قضائية وسيطرة على المناطق المجاورة لها، وقامت بسك
النقود وتظهر هذه النقود بما وجد عليها من كتابات بأن هذه المدن اعتبرت مستقلة
ذاتياً ، وحرة ... الخ، هذه المصطلحات التي تدل على درجة من الحكم الذاتي.
أعيد بناء هذه المدن بالطابع الروماني من حيث تخطيط المدينة،
والمعابد والمباني العامة، وكانت عبادة الإمبراطور شائعة فيها، وارتبطت هذه المدن
بروابط تجارية قوية من خلال شبكة من الطرق الرومانية مما أوحى بوجود نوع من
الاتحاد بين هذه المدن.
انتهى استخدام مصطلح (الديكابولس) بعد أن قام الإمبراطور
تراجان في بدايات القرن الثاني الميلادي بإضافة الولاية العربية إلى الولايات
الرومانية (الدولة النبطية سابقاً)، وضمت هذه المدن إلى الولايات الأخرى: سوريا ،
العربية ، فلسطين الثانية. ولكن المنطقة بقيت متميزة فعلى سبيل المثال بقيت تستخدم
التقويم البومبيائي، وبقي المؤرخون والآثاريون يستخدمون هذا المصطلح للمدن
وللمنطقة حتى أثناء حديثهم عن العصور المتأخرة.
واستمر الاستيطان في هذه المدن في العصر الروماني
المتأخر، والعصر البيزنطي، والعصر الإسلامي، وحتى الوقت الحاضر.
محول الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء ركن الاسئلنة