المبنى الوحيد القائم من العصرالهلنستي في الاردن

آثار العصر الهلنستي:
معظم الآثار التي تعود لهذا العصر مدمرة ، بسبب عوامل طبيعية، أو بشرية، كما أن أغلب الأبنية أصبحت أسفل طبقات الاستيطان الروماني، ولذا فإن المبنى الوحيد القائم، والذي يعود بتاريخه إلى العصر الهلنستي هو قصر العبد في عراق الأمير .   

قصر العبد (عراق الأمير):
مدونة الراعوش

يقع هذا القصر في عراق الأمير، على بعد حوالي 24 كم إلى الغرب من مدينة عمان، ضمن منطقة وادي السير، ما بين عمان- ووادي الأردن، ومن أهم الآثار في البلدة مجموعة من الكهوف المنحوتة في الصخر تقع في الجهة الشمالية الغربية منها، وقد نقش اسم طوبيا في الطابق السفلي منها مرتين، وتتكون هذه الكهوف من قاعات واسعة، مبنية بطابقين، استخدم الطابق السفلي منها للسكن، واستخدم الطابق العلوي للخزن، واحدها استخدم كإسطبل، وبعضها استعمل كمدافن للأسرة الطوبية.
يقع القصر في الجهة الجنوبية الغربية من القرية ، ومن المحتمل أنه كان يمثل مبنى صيفياً لهركانوس ويؤرخ إلى  182 – 175 ق . م، وكانت المنطقة قبل ذلك إقطاعية لطوبيا العموني (نائب الملك)  في العصر الفارسي (539 – 332 ق . م)، وكانت تسمى صور (TYROS)، ومنها جاءت تسمية وادي ( السير ).
تبلغ قياسات القصر 5،18 X 37 م، وهو مبني من الحجارة الضخمة المنحوتة ، ويحيط به سور خارجي، فيه بوابة في الجهة الشمالية الشرقية، مبنية بالحجارة الضخمة، وتزينها الأسود على الجانبين، ويعلوها إفريز من النسور والزخارف الدورية، ويتكون مبنى القصر من طابقين، الطابق السفلي توجد فيه أربع غرف كانت مخصصة للتخزين، وفيها سبعة نوافذ للإنارة والتهوية، ويحيط بها رواق، ويوجد حوضان للمياه عند الزاويتين الشمالية الغربية، والجنوبية الشرقية، حيث كانت المياه تصب فيهما من خلال تمثال فهد في كل جانب، أما الطابق العلوي فيتكون من قاعة وسطى للاحتفالات، وأربع غرف للسكن على الزوايا الأربعة، ويظهر أن بناء هذا الطابق لم يكتمل، حيث أنه لا يوجد أثر للتسقيف فيه، ولم يكتمل نحت الأسود في الزاوية الجنوبية الغربية، إذ أن الأصل أن يكون عدد الأسود ستة عشر أسداً، حيث يوجد أسد تتبعه لبؤة في كل جانب عند كل زاوية.
للقصر مدخلان من الجهتين الشمالية والجنوبية، والبوابة الشمالية مزينة بالأعمدة والتيجان، وتؤدي إلى درج يصعد إلى الطابق الثاني.

       يقع مبنى القصر ضمن بحيرة صناعية، كانت تمتلئ بالمياه من خلال المنحدرات المحيطة بالموقع، حيث تتسرب المياه إلى الأرض وتخرج عن طريق الينابيع، وكانت منطقة القصر والكهوف تتزود بالمياه عن طريق قنوات، ولذلك يظهر القصر وكأنه سفينة طافية على وجه  مياه البحيرة .
شكرا لتعليقك