الانباط ونظام تخزين المياه
تميزت أنظمة الريّ النبطية بالتكامل، فشملت القنوات والسدود والخزّانات لتلبية جميع الاحتياجات من ريّ المحاصيل وسقاية الحيوانات إضافة إلى غايات الاستهلاك البشري. ويمكن ان نقول ان تلك الانظمة تميزت ايضا بالشمولية وكانت مدروسة بعناية وأشرفت عليها سلطات أو هيئات رسمية.أتقن الانباط عمليات تخزين وتصريف المياه التي أخذوها عن الأدوميين وسكان بحر أيجه وطوروا عليها، واستغلوا كافة موارد المياه المتاحة باستثناء حفر الآبار الارتوازية. وبرعوا ايضا في حفر القنوات على الصخور لجمع كل قطرة ماء تسقط عليها وتخزينها داخل سد أو بئر في الصخر. و أنشأوا قنوات لتوجيه مياه الينابيع وتجميعها في خزّانات لاعادة توزيعها على القرى والمدن، وبشكل عام كانت مياه الينابيع المفضلة للشرب بينما استخدمت مياه تجميع الأمطار لسقاية الحيوانات وريّ المزروعات والحدائق والاستحمام.و تمكنوا ايضا من تطوير الزراعة سواءً في المناطق الصحراوية القاحلة حالياً أو في المناطق المشهورة بإنتاجها الزراعي مثل سهول حوران ومرتفعات الشراه ، وقاموا ببناء المساطب الحجرية لاستغلال سفوح الجبال.
اهتم المهندسون الأنباط بحماية مدنهم ومنشآتهم من أخطار الفيضانات، فقاموا بتخفيف حدة جريان المياه وانشاء المدرجات الحجرية والترابية والسدود، وتحويل مجاريها بحفر القنوات والأنفاق.
أدرك الأنباط خطر عوامل التعرية الناتجة عن تدفق المياه على الواجهات المنحوتة في صخور البتراء الرملية، فقاموا بنحت قنوات فوقها لتجميع المياه قبل وصولها إلى الواجهات، ونحتوا الخزّانات للحفاظ على المياه المتجمعة والاستفادة منها، فمن خلال معرفتهم ببيئتهم وطريقة التعامل معها، حولوا الخطر الداهم إلى مصدر خير ومنفعة.وبالتالي يمكن القول ان هندسة المياه مكنت الانباط من إدارة القوافل وإنشاء المدن وزراعة الصحراء.
ومن الامثلة على المناطق التي استفادت من نظام تخزين المياه اشتهرت منطقة بيضا الواقعة غربي البتراء وتعتبر الحميمة التي كان يطلق عليها اسم حوراء في صحراء حسمى جنوبي الأردن من أفضل الأمثلة على عبقرية هندسة المياه لدى الأنباط وكان السبب الحقيقي لبناء هذه المدينة في تلك المنطقة الحاجة لوجود محطة قوافل رئيسة تتوسط الطريق بين البتراء والعقبة، أما سبب اختيار موقع حوراء بالذات فيرجع إلى الطبيعة الطوبوغرافية، فهو الموضع الوحيد في تلك الصحراء القاحلة الذي يمكن من خلاله تجميع مياه السيول الناتجة عن الامطار من مساحة ضخمة تقدر بحوالي 240 كيلومتر مربع. لقد أنشأ الأنباط نظاماً مائياً ضخماً في حوراء لخدمة القوافل والسكان المحليين، وبنوا أكثر من 50 خزاناً وعدة سدود لحفظ مياه الأمطار.
ومن الامثلة على المناطق التي استفادت من نظام تخزين المياه اشتهرت منطقة بيضا الواقعة غربي البتراء وتعتبر الحميمة التي كان يطلق عليها اسم حوراء في صحراء حسمى جنوبي الأردن من أفضل الأمثلة على عبقرية هندسة المياه لدى الأنباط وكان السبب الحقيقي لبناء هذه المدينة في تلك المنطقة الحاجة لوجود محطة قوافل رئيسة تتوسط الطريق بين البتراء والعقبة، أما سبب اختيار موقع حوراء بالذات فيرجع إلى الطبيعة الطوبوغرافية، فهو الموضع الوحيد في تلك الصحراء القاحلة الذي يمكن من خلاله تجميع مياه السيول الناتجة عن الامطار من مساحة ضخمة تقدر بحوالي 240 كيلومتر مربع. لقد أنشأ الأنباط نظاماً مائياً ضخماً في حوراء لخدمة القوافل والسكان المحليين، وبنوا أكثر من 50 خزاناً وعدة سدود لحفظ مياه الأمطار.
9 التعليقات
التعليقاتNo more live link in this comment field
ردNo more live link in this comment field
ردNo more live link in this comment field
ردNo more live link in this comment field
ردNo more live link in this comment field
ردNo more live link in this comment field
ردNo more live link in this comment field
ردNo more live link in this comment field
ردNo more live link in this comment field
ردمحول الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء ركن الاسئلنة