التجارة النبطية
كانت التجارة المحرك الأساسي لحركات الأنباط التوسعية حيث شكلت العامل الرئيس في ازدهارهم ثم انحطاط دولتهم. وقد اكتسب الأنباط صورتهم المحبة للسلام عبر حفاظهم على السلام الضروري لاستمرار تدفق القوافل، ومن ناحية أخرى أضفت عليهم ضرورة استمرار أمن القوافل صورة عدائية كما ذكرت في سير حروبهم مع اليهود.
وقد حافظ الأنباط على التوازن وعلى تدفق القوافل التي لم تجلب لهم البضائع والثراء فحسب، إنما وفرت لهم الاتصال والتبادل الحضاري أيضاً. ولم تكن طرق قوافل الشرق الأدنى سوى جزء من شبكة تجارية غطت معظم العالم المعروف عندئذٍ، ومن خلال التبادل الحضاري عبر هذه الشبكة العالمية كسب الأنباط صورتهم الديناميكية الحقيقية، حيث اتبعت الطرق الرئيسة في الشرق الأدنى ذات المسارات تقريباً عبر العصور، وورث الأنباط طرق الأدوميين التجارية مع تنظيماتهم ودفاعاتهم التي عمل الانباط على توسعتها، حتى المحتلين الأجانب كانوا يتبنوا التنظيمات الإدارية من فترة لأخرى، وكان هؤلاء الأسياد يجبون الضرائب عن القوافل عند نقاط عبورها في أراضي حكمهم، واتبع الأنباط هذا النظام في أراضيهم.
كان ساسة الأنباط يرافقون القوافل منذ قبيل دخولها حتى بعيد خروجها من أراضيهم عبر الطرق المتشعبة، وعلى هذه الطرق كانت مدن القوافل وأعظمها البتراء تستقبل القوافل في ضواحيها (وليس في وسطها)، ولم تكن مدن القوافل أماكن استراحة فحسب، بل كانت مستودعات تخليص ضخمة حيث استثمر التجار والمصرفيون في بضائع القوافل، وكانت هذه الاستثمارات معنية بأموال طائلة على مسافات شاسعة من طرق التجارة. كما كانت تحصل تغيّرات في هذه المدن من توفير رجال وجمال جدد للقوافل وتبادل البضائع، وكانت المنتجات المحلية تدخل الشبكة عندئذٍ، ومثل ذلك صناعة القار من البحر الميت التي شكلت جزءاً هاماً من صادرات الأنباط. ولم يكن التبادل في الرجال والإبل والبضائع فحسب، بل في الثقافة والفن والأفكار أيضاً، مما أعطى مدن القوافل طابعاً عالمياً.
لم يقتصر التبادل بالنسبة للأنباط على حدود مراكز التجارة النبطية بل تعداها إلى مراكز كبيرة في أصقاع مختلفة من العالم، ومن المرجح أن القوافل النبطية لم تتعدَ حدود دولة الأنباط إلا فيما ندر، لكن التجار الأنباط تعدّوا حدودهم وعملوا كوكلاء وممثلين تجاريين وفي العديد من الأحيان أسسوا جاليات نبطية في بلاد أجنبية، وكانوا يعملون على حماية مصالح رؤسائهم في البتراء الذين استثمروا أموالهم في القوافل. حيث كانت عادة تعيين وكلاء وممثلين تجاريين متبعة من قبل مراكز التجارة في الشرق مثل صور وتدمر، وهنالك أدلة تاريخية وأثرية على وجود تمثيل تجاري نبطي في مراكز هامة في بلاد الرافدين ومناطق بحر إيجه وإيطاليا ومصر وشرق إفريقيا.
كان ساسة الأنباط يرافقون القوافل منذ قبيل دخولها حتى بعيد خروجها من أراضيهم عبر الطرق المتشعبة، وعلى هذه الطرق كانت مدن القوافل وأعظمها البتراء تستقبل القوافل في ضواحيها (وليس في وسطها)، ولم تكن مدن القوافل أماكن استراحة فحسب، بل كانت مستودعات تخليص ضخمة حيث استثمر التجار والمصرفيون في بضائع القوافل، وكانت هذه الاستثمارات معنية بأموال طائلة على مسافات شاسعة من طرق التجارة. كما كانت تحصل تغيّرات في هذه المدن من توفير رجال وجمال جدد للقوافل وتبادل البضائع، وكانت المنتجات المحلية تدخل الشبكة عندئذٍ، ومثل ذلك صناعة القار من البحر الميت التي شكلت جزءاً هاماً من صادرات الأنباط. ولم يكن التبادل في الرجال والإبل والبضائع فحسب، بل في الثقافة والفن والأفكار أيضاً، مما أعطى مدن القوافل طابعاً عالمياً.
لم يقتصر التبادل بالنسبة للأنباط على حدود مراكز التجارة النبطية بل تعداها إلى مراكز كبيرة في أصقاع مختلفة من العالم، ومن المرجح أن القوافل النبطية لم تتعدَ حدود دولة الأنباط إلا فيما ندر، لكن التجار الأنباط تعدّوا حدودهم وعملوا كوكلاء وممثلين تجاريين وفي العديد من الأحيان أسسوا جاليات نبطية في بلاد أجنبية، وكانوا يعملون على حماية مصالح رؤسائهم في البتراء الذين استثمروا أموالهم في القوافل. حيث كانت عادة تعيين وكلاء وممثلين تجاريين متبعة من قبل مراكز التجارة في الشرق مثل صور وتدمر، وهنالك أدلة تاريخية وأثرية على وجود تمثيل تجاري نبطي في مراكز هامة في بلاد الرافدين ومناطق بحر إيجه وإيطاليا ومصر وشرق إفريقيا.
محول الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء ركن الاسئلنة