ارتيمس معبد روماني في جرش

معبد آرتميس:

     كرس هذا المعبد للإلهة ارتميس إله الصيد والعذارى وهي حامية مدينة جرش، ويعد هذا المعبد من أكثر المباني في المدينة جلالاً وفخامة واتساعاً، حيث بني فوق قمة تلة بحيث يمكن مشاهدته من كل مكان في المدينة. ويتوسط المعبد بين شارعي الديكومانوس بعد النمفيوم بقليل. يبدأ المعبد بطريق مقدس من شرق النهر( النهر الذهبي)، ويقطع الجسر الشمالي الذي بقي جزء بسيط منه، والى الغرب من هذا الجسر يبدأ درج تذكاري يوصل إلى بوابه ثلاثية تفتح على مستطيل طويل معمد أو شارع بطول 38 م عرض 11م بقي من أعمدتها الجنوبية سبعة أعمدة لا تزال واقفة حتى الوقت الحاضر، وينتهي هذا المستطيل في الغرب بدرج بسيط للدخول إلى ساحة فريدة على شكل فراشة بعرض 11 م من الشرق و 19 م من الغرب وتفتح من الغرب باتجاه شارع الكاردو. وكانت هذه الساحة تحتوي على نوافير أما في الوسط فهي معمده، والجزء الأوسط من جداريها الشمالي والجنوبي يحتوي على حنية نصف دائرية في كل منهما ويحفها عمودان. هذا البناء الأصلي والذي يعود بتاريخه إلى القرن الثاني الميلادي حول في العصر البيزنطي إلى كنيسة تسمى كنيسة المدخل Propylaeum Church لأنها تقع في مدخل المعبد ، Propylaeuمن ساحة المدخل يعبر الطريق المقدس شارع الكاردو. خمس درجات توصل من أعلى الكاردو في الغرب إلى الأعمدة الأربعة الكورنثية الضخمة التي تؤشر على واجهه مدخل المعبد، تبلغ قياسات هذه الأعمدة 16 م ارتفاعاً وبقطر 1.4 م وعلى كل جانب من هذه الأعمدة يوجد 13 عمود اصغر لتؤشر على طول مبني المعبد 120 م يحيط ببوابه المعبد من كل جانب سبعة دكاكين بطابقين.
      بعد تجاوز الأعمدة الكورنثية الأربعة الضخمة نصل إلى ممر مسقوف 19.5* 14.8 م، ثم بواسطة درج من عشرة درجات نصل إلى مدخل البوابة الثلاثية التذكارية والتي بنيت بسمك حوالي مترين وبمدخل أوسط بعرض 5 م وارتفاع حوالي 9 م وبمدخلين جانبيين يعلو كل منهما كوة. والجزء العلوي من البوابة مزخرف بمنحوتات نباتية . بعد دخول البوابة يبدأ الصعود من خلال درج تذكاري يحتوي على سبع طبقات من الدرجات في كل طبقة سبع درجات بعرض 19م ومغلق من الجانبين بجدار، بعد ذلك نصل إلى الساحة الأولى التي تحتوي في منتصفها على مذبح، وربما كانت محاطة بالأعمدة ثم يصعد من هذه الساحة عن طريق درج ضخم بعرض 105م بثلاث مستويات من الدرجات للوصول إلى ساحة معبد ارتميس المقدسة التي تحيط بالمعبد والتي تحيط بها الأعمدة الكورنثية على صفين وتبلغ مساحتها 161*121م، تبلغ عدد الأعمدة في الجهتين الشمالية والجنوبية لكل واحدة منهما 36 عموداً وفي كل من الجانبي الآخرين 26 عموداً.
     على بعد حوالي 20 م أمام المعبد توجد بقايا مباني ، جزء منها عبارة عن أساسات المذبح الذي يعود في تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي أما باقي المباني فهي إضافات متأخرة لمشاغل صناعة الفخار في العصرين البيزنطي والأموي . للمعبد أدراج تصعد إليه، وهو مبنى على مصطبة بعرض 22.6 م وبطول 40 م، وجدرانه الجانبية تبرز إلى الأمام 13.75 باتجاه الشرق لتحيط بالدرج المركزي الذي يوصل إلى المعبد والذي كان يتكون من طبقتي أو ثلاث طبقات من الدرجات ويقع مكان الدرج الحديث الذي وضع لمرور الزوار.
     الجدران التأسيسية في المعبد مختلفة السماكة من 2.4 -7 م ، وتحتوي على غرف ذات عقود برميلية وممرات يمكن الوصول إليها من خلال أبواب داخلية في المنطقة الجنوبية والشمالية الشرقية من المعبد. ويمكن مشاهدة هذه العقود من خلال حفرة في الأرضية، وهذه الغرف والممرات ربما استخدمت كمخازن للمعبد. الجانبين الشمالي والجنوبي للمعبد يحتويان على 11 عموداً بارتفاع 13 م لكل عمود في كل جانب وفي كل من الجانبين الشرقي والغربي 6 أعمدة والمدخل المسقوف للمعبد من الشرق يحتوي على ثلاثة صفوف من الأعمدة بسمك 1.5م لكل عمود. ومن هذا المدخل المسقوف نصل إلى غرفة قدس الأقداس Cella، ومدخل المعبد بعرض 5 م وارتفاع 9 م يحف به كوتان. تبلغ قياسات الغرفة المقدسة 13.37 *24.15 م وهي مزخرفة من الداخل بالكوات، وكانت الجدران مغطاة بالألواح الرخامية والتي لا تزال ثقوب التعليق الخاصة بها موجودة على الواجهة. في منتصف الغرفة المقدسة تقريباً توجد درجتان تصعدان إلى مستوى جديد يرتفع حوالي نصف متر ليبدأ من هنالك درج صغير يوصل إلى كوة كبيرة 4*2 م في الجدار الغربي على ارتفاع حوالي 2 م عن ارضية الغرفة تواجه الداخل إلى الغرفة، وكانت تحتوي على تمثال الإلهة ارتميس إلهة المدينة، ويعلو الكوة قوسان فوق بعضهما بعضاً وبينهما مسافة، ويحف بالكوة بابان صغيران.
مدونة الراعوش
       يؤرخ المعبد إلى القرن الثاني الميلادي، وتوجد شواهد معمارية على أن المعبد لم يكتمل بناؤ بشكل كامل ولم يستخدم. أعيد استخدام المعبد في العصر البيزنطي وكذلك الأموي، واستخدم كقلعة في العصر الأيوبي دمرت من قبل الصليبين في القرن الثاني عشر الميلادي.


شكرا لتعليقك