من اهم التجمعات الكنائسية التي تعود الى العصر البيزنطي :
تقع أم الرصاص على بعد 30)كم إلى الجنوب الشرقي من مادبا وعلى بعد كيلومترات قليلة من حافة وادي الموجب الشمالية وتم الكشف عن معالمها خلال العقود الثلاثة الأخيرة وقد دلت أعمال الكشف هذه عن معسكر ومدينة من العهد الروماني والبيزنطي ( ابتداء من القرن الثالث الميلادي ) واستمرت حتى العهد العباسي في القرن التاسع الميلادي .
الموقع مستطيل الشكل وأبعاده (158م *
139م) ويتخلله أبراج مريعة عند الزوايا وأخرى مستطيلة على امتداد الأضلاع. ويضم
الموقع ست عشرة كنيسة يضم بعضها على الأرضيات لوحات فسيفسائية من أبرزها كنيسة
القديس ستيفن التي تظهر على أرضيتها مشاهد لمدن المنطقة الرئيسية كالربة ( أربو
بوليس ) والكرك (كرك مؤاب) وعمان (فيلادلفيا) ومادبا. كما يضم الموقع برجين مضلعين
يمكن تمييز الموقع من خلالهما على مسافة بعيدة ويرتفع احد هذين البرجين حاليا 15م.
لقد أكدت الحفريات والمعالم المكتشفة
أن هذا الموقع هو المكان الذي أشار إليه مؤرخ الكنيسة بوسيبيوس ( نحو 293م) على
أنها ( ميفعة) الموجودة على الجانب الآخر لنهر الأردن وتضم معسكرا بجوار منطقة
صحراوية كما وجد في الموقع نقش نبطي يعود تاريخه إلى (41م) ويشير إلى قبر ضابط أو
حاكم محلي تم دفنه بجوار أخيه الذي شغل وظيفة مماثلة. والجدير بالذكر أن الموقع
يحمل اسمم كاسترون ميفعة (Kastron Mefaa) حتى نهاية الحكم الأموي
مع نهاية القرن الثامن الميلادي.
تنتشر خارج الموقع معالم أثرية
ومعمارية قائمة من بينها ست كنائس ولا تنسجم في توزيعها وتنظيمها مع المخطط العام
للقلعة المسوّرة ولكنها تعد جزءا مهما من الموقع.
والجدير بالذكر أن الكنائس الموجود
بقيت تمارس فيها العبادة المسيحية خلال العهدين الأموي والعباسي الأمر الذي يظهر
التسامح الإسلامي المسيحي خلال هذين العهدين.
ولقد تم تسجيل هذا الموقع في قائمة
التراث العالمي لتميز المعالم المعمارية فيه وللأبراج النادرة والأرضيات
الفسيفسائية التي يظهر فيها عدد من الملامح الإبداعية ولروح التسامح التي سادت في
الموقع لعدد من القرون.
في ضوء فوز الأردن بعضوية لجنة
التراث العالمي فان للجنة الوطنية الأردنية للتراث العالمي معينة بشكل مباشر
بإعداد الملفات اللازمة لعدد كبير من المواقع التراثية والطبيعية على امتداد
المملكة الأردنية الهاشمية. وستأخذ اللجنة بعين الاعتبار التسلسل الزمني للمواقع
والتنوع البيئي والجغرافي بما ينسجم مع التراثين الثقافي والطبيعي وستراعي اللجنة
المعايير التي وضعها مجلس التراث العالمي من حيث أهمية المواقع أو المناطق
وتميزها. وستقوم اللجنة بإعداد الوثائق اللازمة بعناية فائقة من خلال مختصين أكفاء
وستتولى اللجنة أيضا التنسيق مع مكاتب منظمة اليونسكو المعنية بقائمة التراث
العالمي وتتبادل معها المعلومات التي تدعمك استكمال الملفات على المواقع المرشحة.
وستعمل اللجنة بالتنسيق معا لمؤسسات ذات العلاقة على أن تبقى المواقع المسجلة في
القائمة إذ أنها مهددة بالشطب منها إذا خالفت الشروط أو تعرضت لأعمال تخريب. أو
اعتداء مباشر أو غير مباشر وسيراعى في عضوية اللجنة الوطنية التخصصات اللازمة في
مجالات الآثار والعمار البيئية والعلوم الطبيعية حتى تتمكن من الحكم على المواقع
منفردة أو على شكل مجموعات تراثية أو طبيعية ولدى الأردن مواقع كثيرة تجمع بين
الأهمية التراثية والبيئية ويمكن ترشيحها لقائمة التراث العالمي.
محول الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء ركن الاسئلنة