لفائف (مخطوطات) البحر الميت

لفائف البحر الميت( ( THE DEAD SEA SCROLLS أسم تحمله تلك المخطوطات التي وجدت في خربة قمران،
ولهذا يطلق عليها أيضا لفائف قمران، وتقع خربة قمران غرب البحر الميت، وتبعد ثمانية أميال عن مدينة أريحا من الجهة الجنوبية، وهذه المنطقة كانت منسية ومهجورة، ولكنها فيما بعد أصبحت مزارًا لعلماء الآثار، ومحط أنظار الأكاديمين المهتمين بدراسة التاريخ والأديان مما أدى ذلك إلى ضيق المكتبات الغربية بكثرة الدراسات التي تناولت تلك اللفائف بالترجمة والتحليل والتفسير.
وقد بدأ الاهتمام بخربة قمران عندما اكتشفت المخطوطة الأولى في ربيع عام 1947م على يد راعي غنم عربي يدعى محمد ذيب حيث وجد عدة جرار بلغ ارتفاع الجرة منها أكثر من قدمين وعرضها عشر بوصات، وقد وجد هذا الراعي في تلك الجرار قطعاً من الجلد ملفوفة في نسيج من الكتان، فأخذها وذهب بها لأحد محال التحف الأثرية في مدينة بيت لحم، ثم وصلت فيما بعد إلى أيدي رجال دين مسيحين يقيمون في دير السريان الأرثوذكسي في مدينة القدس.
نقلت هذه اللفائف عام 1948م من القدس إلى الولايات المتحدة، وقام بنشرها ثلاثة من العلماء هم : م . باروز  (M.BURROWS ) ،ج تريفر(( J.C.TREVER ، هـ. براونلي ((W.H.BROWNLEE([i]).
وقد اشتملت هذه اللفائف على مخطوطة كاملة لنبوة إشعياء (ISAIAH ) ([ii]) وتعليق على سفر حبقوق((HABAKKUK ([iii]) ووثيقة أطلق عليها العالم م.  باروز( (M.BURROWS اسم " كتاب النظام"، لأنها كانت تشتمل على القواعد والنظم التي تحكم حياة الجماعة في قمران.
ثم تتابعت الدراسات لمنطقة قمران حيث امتدت من عام 1952 م وحتى عام 1956م، وخلال هذه الفترة فقد اكتشفت عشرة كهوف أخرى على أيدي علماء آثار غربيين، وهذه الكهوف كانت تحتوي على مخطوطات ثمينة تعد من أنفس المخطوطات التي اكتشفت في العالم، ولهذا يصبح عدد الكهوف المكتشفة أحد عشر كهفًا، وكل كهف يحمل رقم ترتيبه في الاكتشاف، ولهذا يرمز لتلك المخطوطات برموز تستعمل في الكتابات الغربية لتظهر رقم الكهف الذي اكتشفت فيه المخطوطة، ولتدل أيضا على المخطوطة نفسها وذلك بالطريقة التالية: (ََ2Q,3Q,4Q,5Q,6Q,etc. Q,1) ، ( كهف1، كهف2، كهف3، كهف4، الخ).
وقد أثبتت الدراسات الغربية أن عدد المخطوطات في الكهوف الأحد عشر ستمائة مخطوطة تقريباً وليس على وجه التأكيد، لأن ما وجد فيها هو عبارة عن آلاف القطع الصغيرة والتي قام العلماء بجمعها، ولهذا ذهب بعض العلماء إلى القول بأن عددها خمسمائة مخطوطة وهذا الاختلاف يعود إلى اختلاف العلماء في طريقة جمع هذه القطع الصغيرة، وقد كتبت هذه اللفائف باللغتين العبرية والآرامية.


شكرا لتعليقك