شواهد على اهم واعظم ما شيدته الحضارة الاسلامية :
تعتبر قلعة عجلون او الربض من اهم ما شيدته الحضارة الاسلامية من حصون ( قلاع) في الاردن:
على بعد 73
كم شمالا من عمان تقع عجلون ، و على بعد 4كم للغرب من
المدينة تقع القلعة المعروفة باسمها ، و ترتفع فوق قمة جبل
حمل اسم قبيلة بني عوف
من جرم قضاعة الذين سكنوا المنطقة في بداية الدولة الفاطمية و لم يدخلوا تحت طاعة
و بقوا كذلك حتى إلى أيام الملك العادل سيف الدين أبي بكر أيوب (شقيق صلاح
الدين و واليه يومئذ على حلب ) فأقطع للأمير عز الدين أسامة بن منقذ ناحيتهم
للأمير عز الدين أسامة بن منقذ أحد أكابر
أمراء السلطان صلاح الدين الأيوبي .
بعد أن ارتد صلاح الدين قلعة الكرك سنة 580 هـ \ 1184 م إذ وصلته إخبارا تفيد
أن نجدة قادمة للقلعة فرغب بمواجهتها في الطريق
لكن النجدة غيرت طريقها . فوصل هو إلى فلسطين ، و بعدها تابع إلى دمشق . و
قرر خوض معركة مع الصليبين ، و هذا يستدعي مراقبة لتحركات جيوش الصليبين في الجزء
الشمالي من فلسطين خصوصا أنهم انشئوا قلعة كوكب الهوى بين بيسان و طبرية ، و هذا
من ناحية و من ناحية أخرى كان راغبا في فرض سلطته على المنطقة كلها و انهاء حركات
التمرد التي يتزعمها بنو عوف فضم المنطقة اداريا إلى دمشق .
أصدر صلاح
الدين في سنة 580 هـ \ 1184 م
أمرا إلى عز الدين أسامة بن منقذ بالشروع ببناء قلعة هناك .
فوقع اختياره على قمة جبل عوف لما له من خصائص
إستراتيجية إذ أنه موقع مشرف و منه يمكن مراقبة المنطقة الممتدة على طول وادي
الأردن من طبريا حتى البحر الميت و يشرف أيضا على المناطق المرتفعة في الجانب
الشرقي من نهر الأردن و هي : وادي كفرنجة في الجنوب ، و وادي راجب و وادي اليابس
في الشمال .
عندما شرع
أسامة بالبناء حاول بنو عوف منعه فأقنعهم أنه يبنيها لحمايتهم من الصليبين ، عندئذ
أعانوه على البناء و لما اكتمل دعا مشايخهم إلى وليمة فلما أكلوا أمر غلمانه
بالقبض عليهم و حبسهم . و بذلك دخل بنو عوف في طاعة الدولة الأيوبية . و بعد ثلاث
سنوات من بناء هذه القلعة حصلت معركة حطين
مما يشير إلى أهمية الدور الذي لعبته .
بقيت عجلون
إقطاعا للأمير أسامة حتى سنة 608 هـ \ 1211 م عندما انتزعها منه الملك المعظم عيسى 592 –
624 هـ \ 1196 – 1227 م
و أقطعها للأمير عز الدين أيبك فقام هذا بإضافة البرج السادس إلى القلعة في الجهة
الجنوبية من الجدار الشرقي .
بعد الملك
المعظم عيسى دخلت القلعة في الصراع الدائر بين الملك الناصر داوود 624- 647 هـ \
1127- 1249 م
صاحب قلعة الكرك و بين الملك الأشراف صاحب دمشق حتى وفاة الملك الأشراف 635 هـ \ 1237 م إذ أخذها الملك الناصر
داوود . و في سنة 643 هـ \ 1245
م أصبحت القلعة تحت سيطرة الملك الصالح نجم الدين أيوب
صاحب مصر . و بعد وفاته سنة 648 هـ \ 1250 م استولى عليها الملك صلاح الدين يوسف بن
محمد الظاهر بن أيوب صاحب حلب و دمشق فقام بتجديد البرج الثاني فيها الواقع في
الزاوية الشمالية الشرقية و ثبت ذلك في نقش على الزاوية الجنوبية من هذا البرج.
و في عهده
تعرضت القلعة لغزو المغول و عجزوا عن اقتحامها إلى أن تمكنوا من أسر الملك صلاح
الدين يوسف بن محمد قرب بركة زيزياء جنوب عمان فأخذوه إلى عجلون و أرغموه أن يطلب
من الحامية الاستسلام فاستسلمت و اعمل المغول فيها يد الخراب .
في العهد
المملوكي هزم المغول في معركة عين جالوت فدخلت قلعة عجلون ضمن منطقة نفوذ المماليك
فكان الظاهر بيبرس أول من اهتم بها ، فأعاد بنائها و جدد عمرانها و نظف خندقها وعين الأمير عز الدين أيبك واليا عليها .
و في العهد
العثماني أدخلت تحسينات عليها و كانت عدد حاميتها سنة 971 هـ \ 1563 م خمسون جنديا . أجمعت كافة المصادر الإسلامية على أن القلعة
بناء محدث أي أن المنطقة خالية. إلا ابن
شداد صاحب كتاب الأعلاق الخطيرة في ذكر
أمراء الشام والجزيرة الذي قال بوجود دير
قديم في المكان أقيمت على انقاضه القلعة . هذا النص دفع بعض المؤرخين مثل Jones
في محاولة العثور أية بقايا للدير حتى أنها اعتمدت على
بعض الزخارف الرومانية الأسلوب .
في البرج السادس الذي أضيف في العهد المملوكي لتثبت وجود
الدير . و لكنها عادت و رجعت عن رأيها بعدما اتضح لها أن هذا البرج بني في فترة
زمنية لاحقا من بناء القلعة .
فعاودت
البحث و عثرت داخل القلعة على العديد من إشارات الصليب فافترضت أن " قرية
كفرنجة " ما هي إلا " كفر
الفرنج " و اعتقدت أنه تم أسر أهلها و تشغيلهم في البناء . و ذلك لعدم علمها
بوجود العديد من القرى في فلسطين و الأردن التي تحمل اسم "كفر" و أن هذه
الكلمة أرامية تعني القرية. كما أن إشارات الصليب الظاهرة في المبنى أغلبها نتج عن
تقاطع عملية الدق للحجارة. و إن وجدت إشارات غير ناشئة عن عملية الدق فعي جلبت من
أماكن قريبة.
حاليا تعرف
القلعة باسم قلعة الربض . و الربض هو ما حول المدينة و تحت القلاع. القلعة: أن
القلعة لاحقا أصبحت جزء من ربض عجلون، فعرفت بذلك.
القلعة :-
أقيمت حول جبل مرتفع يصعب تسلقه من الجهة الجنوبية في
حين الجهات الثلاث يسهل الوصول إليها من خلالها لذلك أحيطت بخندق أضفى عليها القوة
و المنعة. و قد جعل الخندق بشكل مائل الحواف أي الحافة الخارجية أقل ارتفاعا من
الداخلية و ذلك لجعل اجتيازه صعبا.
القلعة من الخارج:-
أحيطت القلعة بسور من الخارج اتبع الوضع الكنتوري للجبل
دعم بست أبراج مربعة الشكل و مدخل وحيد في
الجدار الشرقي ، و لكن لاحقا تم فتح بوابة أخرى ما بين البرج الشمالي الشرقي و
الجنوبي الشرقي . السور الشرقي به حاليا خمس مداميك من اجل بناء السور و الباقي
مداميك مرخمة و يبدو اختلاف المداميك من خلال اختلاف اللون ، فالجديدة كلسيه بيضاء
من نوع الطبزة أما القديمة فسوداء اللون و قد جعل في الجزء المرخم طلاقات .
السورين الشمالي و الغربي:-
قد تعرض البناء الأصلي لهما و الأبراج الدائمة لهما
للهدم و ذلك بسبب الزلزال و أعيد بنائهما ، و يدل أسلوب البناء أن الإعادة تمت
بشكل شعبي جماعي و ذلك لاختلاف حجم الحجارة المستعملة و لعدم التعاقب المنتظم بين
الصغيرة و الكبيرة منها و نتيجة لعدم استواء الصخر الذي ارتكزت عليه . و الحجارة
من نوعين طبزة و مسمسم . و لم تجعل أي
طلاقة في الجدارين .
السور الجنوبي :-
هو أعلى نقطة في القلعة و دعم من الخارج بجدار استنادي و
هدم انتظام المداميك فإنه قد تعرض أيضا للسقوط .
الأبراج:-
البرج الأول يقع في الزاوية الجنوبية من الجدار الشرقي ،
بين حجارة من نوع الطبزة و الذي له إطار منحوت نحت ناعم و البرج يحتوي على عدد من
الطلاقات و منها يمكن القول أن البرج كان يتكون من ثلاثة طوابق . كل طلاقة طولها 150 سم و عرضها 15 سم و يعلوها قوس صغير ، و
قد بني البرج بحيث تكون المداميك السفلية كبيرة الحجم ، و كلما ارتفعت يصغر حجمها
.
البرج في الزاوية الشمالية من الجدار الشرقي :-
تبدو اثأر التشققات نتيجة للزلازل ، مع أنه مدعم بجدار استنادي في الزاوية الجنوبية
الشرقية . البرج بني من حجارة كلسيه من نوع طبزة و كان قد تعرض للهدم و جدد عمارته
زمن السلطان صلاح الدين يوسف بن محمد إذ يحمل نقشا نصه :- " جدد في أيام
مولانا السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف ابن الملك العزيز بحمد الله خلد الله
ملكه بنظر العبد الفقير محمد بن يزيد صاحب عينتاب " .
و بشكل عام فقد جعلت المداميك السفلية للبرج أكبر حجما
من العلوية و ذلك لتخفيض الضغط على المداميك السفلية كلما ارتفع البناء .و به عدد
من الطلاقات.
الأبراج التي في الجدارين الشمالي و الغربي قد تهدمت .
برج في نهاية السور الجنوبي : يحمل هذا البرج نقشا نصه
:-
" بسم الله الرحمن الرحيم أنشأ هذا البرج المبارك
ايبك ابن عبد الله استاذ الدار المعظمي في شهور سنة أحد عشر و ستمائة ".
و قد بني من حجارة من نوع الطبزة و جاءت متقنة الدق ، و
قد اشتمل على طلاقات .
مدخل القلعة :-
للقلعة مدخل كان في الجدار الجنوبي ملاصقا للبرج الأوسط
. لكن لاحقا تم نقل المدخل ليكون في الزاوية الغربية من الجدار الشرقي، و هو من
النوع المنكسر . فالبوابة تفتح على مدخل مسافة 10م مسقوف بقبو . ثم جعل بجداره
الجنوبي خمس طلاقات . ثم ينعطف الممر عند نهايته إلى جهة اليمين حيث يوجد مدخل أخر
يتميز بوجود عقدين مدببين متعاقبين بينهما فراغ قدره نصف متر . استخدم الفراغ
لانزال البوابة و اغلاق المدخل عند التعرض لهجوم و لصب المواد الحارقة . هذا المدخل يؤدي إلى حيث كانت البوابة القديمة
. بشكل عام فإن نظام المداخل المنكسرة استعملت في بغداد . و لم تستعمل بعد ذلك إلا
في العصر الأيوبي إذ نراها في عدد من القلاع مثل حلب و حصن الأكراد في سوريا و
استخدم في الباب المسمى الباب الجديد في حصن القاهرة الفاطمية و المستعمل من قبل
صلاح الدين كما استعمل في أسوار القاهرة و أبواب القلعة التي شيدها صلاح الدين
هناك سنة 572 هـ \ 1176 م
.
القلعة من الداخل :-
القلعة من
الداخل تتألف من فنائين مسورين جنوبي غربي محمي بالأبراج الواقعة في الجدارين
الجنوبي و الشمالي . و الأخر شمالي شرقي محمي بالأبراج الواقعة بالجدار الشرقي و
الأبراج التي في وسط الأضلاع ، و من خلال الأجزاء المتبقية فإن القلعة كانت تتكون
من ثلاث طوابق . كل طابق به عدد من الغرف و القاعات أرضيتها ليست على مستوى واحد .
مع انشاء القلعة تم حفر أبار في أرضية القلعة بالطابق
الأول . الجدران حملت بعض السقاطات .
محول الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء ركن الاسئلنة