السياحة الاثرية في الاردن

الاردن وجهة سياحية

السياحة الأثرية هي جزء من السياحة الثقافية ، وتشمل كافة المواقع الأثرية ، والتاريخية المنتشرة في الأردن ، والتي يقصدها السياح بمستوياتهم الثقافية المختلفة من أجل الزيارة ، وتعد من أهم أنواع السياحة في الأردن ، نظراً لعمقه الحضاري ، وما خلفته الأمم والشعوب الماضية على أرضه من مخلفات حضارية ، من خلال الآثار المتنوعة ، وبخاصة في العصور الكلاسيكية ( الهلنستية , والرومانية , والنبطية , والبيزنطية ) ، وكذلك الآثار الإسلامية المختلفة ، فقد لعب الموقع الجغرافي للأردن دوراً كبيراً على مدى العصور في كونه نقطة التقاء بين قارات العالم القديم : آسيا ، وإفريقيا ، وأوروبا ، ومعبراً للأقوام والشعوب على أرضه ، وطريقاً عالمياً للتجارة ، مما جعل من أرضه متحفاً غنياً بالمخلفات الأثرية ، والحضارية على مدى العصور.

يقع الأردن في جنوب غرب قارة آسيا ، بين خطي طول 59،34 – 18 ، 39 شرقاً ، ودرجتي عرض 11،29 – 22، 33 شمالاً , مما يجعل منه مركزاً مهماً لحركة الاتصالات والمواصلات وحركة السياحة بين الشرق والغرب .

يتمتع الأردن بمناخ معتدل ساعد الإنسان على مر العصور في الاستيطان فيه ، وبناء حضارته ، وهذا المناخ المعتدل اليوم هو عامل مهم من عوامل الجذب السياحي ، ويتبع الأردن لمناخ البحر المتوسط في المناطق الجبلية ، والذي يتميز بصيف حار وجاف ، وشتاء بارد ورطب ، ويخلو مناخه من الأحداث المناخية المتطرفة مثل العواصف المدمرة ، والأعاصير ، والفيضانات . ويوجد في الأردن ثلاث بيئات أو أقاليم مناخية مختلفة هي : وادي الأردن ، والمرتفعات الجبلية ، والبادية ، مع وجود تنوع في أشكال سطح الأرض ، ضمن مسافة قصيرة ، لا تتجاوز أحياناً 20 كم ، فمن انخفاض 418 م تحت مستوى سطح البحر في منطقة البحر الميت ، نصل إلى المرتفعات الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن 1000 م فوق سطح البحر ، ومنها ننتقل إلى مناطق البادية ، بزمن قصير ، مما جعل من أرض الأردن مكاناً مهماً للاستيطان البشري عبر العصور ، زيادة على أهمية مثل هذا التنوع البيئي والمناخي كعنصر جذب مهم للسياح في الوقت الحاضر .

تسهم السياحة بنسبة عالية من الدخل القومي في الأردن ، وتصل إلى حوالي 15% ، وتعتمد بشكل رئيس على السياحة الأثرية ، والجزء الأهم من هذه السياحة الأثرية هو آثار ما يسمى بالعصور الكلاسيكية ، والتي تشمل الآثار الهلنستية ، والرومانية ، والنبطية ، والبيزنطية.